Monday, January 2, 2012

الوفاق أم الإئتلاف , لنحذر لعبة أمريكا التي استخدمت للإلتفاف على ثورة مصر وليبيا

مقدمــــة:
لا أقصد فقط الإئتلاف , ولا أقصد فقط الوفاق , وأقصد كل البحرين وكل الحراك الحقوقي المطلبي العادل بحسب كل شريعة عرفتها البشرية خلال تاريخها النضالي العام والخاص , في كل دولة وكل عصر وكل مجموعة ..
أقصد الفكرة ظاهرة الإختلاف بين مايمثله إتجاه الوفاق في أساسيات الحراك , وبين مايمثله موقف وأنصار إئتلاف 14 فبراير ..

ولا بد في هذه المرحلة من محاولة استقراء الخلاف التعريفي , والذي يبدو أنه عصي على فهم كثير من الناس :
هذا ماأراه واضحا بالنسبة لي:

أولا وبحسب التاريخ يستحيل الفصل بين المحركين والأسلوبين , دائما وجدا , وسوف يبقيان دائما في كل دولة وفي كل حركة حقوقية مطلبية ... وأنا هنا أيضا كـ "ـسعودي أوجه نفس الكلام للحراك السعودي وأطيافه , حتى للتكفيريين "



ولنعتبر .. فقط لمجرد التوسع في الفكرة .. أن منهجية الحراك بالنسبة لهما متكاملة جدا , ويجب عدم الإنصياع لرغبات داخلية أو خارجية في غقصاء أحد التوجهين أو المدرستين أو الوسيلتين , ولنتجاوز مرحلة التسميات الآن .. ولنبدأ بالتعرف على الإختلاف كما ذكرنا ..

جمعية الوفاق :
هي جمعية سياسية , من المفترض لو كانت في دولة ديموقراطية حرة نزيهة تحترم شعبها أن تكون حزبا سياسيا بإمتياز , لكن منع إنشاء الأحزاب والرقابة والإنتهاكات الإنسانية والحقوقية ضد الشعب ومطالبه السياسية أدت إلى أن تأخذ مسمى " جمعية "

هي محرك أساسي في الحراك ومكون أصلي في الحركة السياسية البحرانية , مع أخواتها أعضاء الجمعيات السبع , ومن يشبههم ... ومرة أخرى لا أسماء جمعيات أو أشخاص , فقط استرتيجية طرفي الحراك وأمثلتنا ..



خرجت من رحم الشعب ومثلتهم بالبرلمان وأصبحت وجود سياسي " بروتوكولي " في البحرين , يعني جهة رسمية عالمية تمثل شعب البحرين , ومن هنا بنت لنفسها موقع يرعب النظام وأمريكا من هذه الناحية
لماذا ؟؟؟

لأن النظام وأمريكا والسعودية , يستطيعون تجريم الشارع العام , لكن لا يستطيعون تجريم أنفسهم والقوانين التي أخرجت الوفاق للحياة السياسية البرلمانية في البحرين .. 



إذن ومن هذا المنطلق , تكون الوفاق في الحقيقة هي حماية للإتلاف , لأنها تطالب مايطالبون به , ولا تستطيع الحكومة اللعب إعلاميا وسياسيا على وتر أن الإئتلاف جهة عنفية وراءها إيران تحاول قلب النظام ...

وهذا لمن يجهل هو ماتعده أمريكا والسعودية للإئتلاف , ثم يستخدمونهكذلك بعد غضعافهم ومطاردة قياداتهم للنيل من الوفاق ...

والوفاق عرفت هذا , وعرفت قوة موقعها السياسي البرلماني على الساحة الدولية , فهي من يطلبها السياسيون حتى لا يتهموا بالإنحياز إلى مكون من خارج التكوين السياسي للدولة ...
الوفاق إذن هي المحاور المطلبي الرسمي الذي يعطيه البروتوكول السياسي في البحراين والعالم حق التكلم بإسم الشعب لأنه ممثلهم

وإذا كانت الوفاق تتكلم بلسان الشعب ومنه الإئتلاف .... يصعب عند ذلك تجريم الإئتلاف وأنصاره والحركات المشابهة له

ولا أقصد أنها تتكلم بإسم الإئتلاف من منطلق تححييد اللإتلاف , لكنها تتكلم بإسمه في غيابه عن الحضور البروتوكولي , لممثلي الدول الأخرى , والجمعيات السياسية والحقوقية الدولية


وهذا هو إذن الفرق الأول , وقوة الوفاق ..

ماهو الإتلاف ؟؟؟؟؟؟؟

الفرق بالنسبة للإتلاف هو أن الإئتلاف هو وليد وابن الشارع الشبابي العام في البحرين
في مقابل السياسي , المثقف , الذي تمثله الوفاق وحلفاؤها , وهو أمر طبيعي في تكوين الدول , ويكون أمثال الإتلاف موجودا إذا وصل القهر حده , ومنعت جمعيات مثل الوفاق من القيام بدورها السياسي

فهذه هنا هي قوة الإتلاف , هو كذلك إسناد وقوة للوفاق , مع تصنيفات كلا التوجهين ...

أما الإختلاف الثاني فهو مهم جدا , ولم أجد من تناوله ..

هو أن الإتلاف من أوجد قياداته وليس العكس , كما يحصل دائما في المؤسسات والجمعيات والأحزاب وغيرها
نرى عادة نظام وقانون يكتب , ثم ينضوي الناس تحته , أو توجه لجهة وأفراد معينين , ينشؤون جمعية أو حزب , ثم ينضم من يوافقه هذا التوجه إليهم فيما بعد .....

الإئتلاف ... أوجد قياداته بنفسه , وعلى وجوه القيادات في الإتلاف الآن أن تفهم هذه الحقيقة

أولا : تحرك المكون الشبابي في المجتمع وأصبح يدافع عن نفسه , وهو مكون كما قلنا سابقا دائما ماوجد في كل حراك سياسي في التاريخ
أراد الشباب أن يردوا , بكل وسيلة متاحة لهم , أرادوا أن يشعلوا الشارع بوجودهم , فتحركوا ميدانيا , وليس بالضرورة عنفيا
في مقابل الحركة السياسية للوفاق وأمثالها
فوافق هذا التوجه شخصيات معينة سياسية وغييرها , فخرجت إلى الناس مستمدة القوة من الشباب وتكلمت بصوتهم , وأصبحوا بالنسبة للعالم هم قيادات الإئتلاف , وإن كانو هم جزء منه ,خرجوا منه , ولم يؤسسوه وهذا هو الفرق ...

قيادات الإتلاف أوجها الشعب نفسه , وجزؤه الشبابي بالخصوص

وبعد هذا الكلام الآن , يجب على كل الشعب البحريني الإتحاد ضد الديكتاتورية , وليس اتهام كل جهة للأخرى , لأن هذا مايريدونه منكم ...

ثانيا : لم يقل أحد أبدا ولا حتى الوفاق أن الحراك الشبابي ضد توجه مصلحة البحرين , لكن هذه المرحلة هي مرحلة مشاركة , وحراك حقوقي سلمي , وترون مواقع وجهات حقوق الإنسان كيف تكون معكم ..

ثالثا : إشعال الساحة الآن سوف تكون له عواقب غير محسوبة النتائج ... منها :
تعريض القيادات الوطنية والدينية والسياسية لمخاطر تصل إلى حد تهديد حياتهم شخصيا ..
سوف يقول النظام : إما أنهم هم المحركين , فقط لمجرد تلبيسهم التهم , وسوف يعطيه هذا فرصة التخلص منهم جسديا ووجوديا , ليكنو بعدها خطوته التالية بزيادة الجيوش من السعودية والمرتزقة وغيرهم , ووصم الإئتلاف وأمثاله بإنفصاليين بعد تعديلات طفيفة في النظام العام للأستهلاك السياسي , تدعمها قنوات وحكومات دول عميلة وتابعة لأمريكا ويستمر صراع بين ت توجه خارجي , في مقابل التوجه الوطني

رابعا : هو إحراق لكل كروت اللعب في فترة واحدة وعدم ترك فرصة لتطور النظال من حراك حقوقي إلى حراك ميداني , لأن قيادات الحراك الحقوقي والسياسي سوف يكون تم تجريمها ولن تكون قادرة على رفع صوتها كما هي الآن ..

خامسا : يترك تكثيف الحراك الميداني عن لحظات تكون ذات طبيعة انتهاكية فوق العادة , انتهاك حقوق الحرائر , العلماء , القيادات من كل الأطراف ...

فتكون قوة وسلاح يهابه النظام وأعوانه ويجعله يفكر في كل مرة .. ماهي النتيجة وكيف الرد ..

والتعجيل بهذه الخطوة يجعلها روتينية لاقيمة ميدانية ولا سياسية لها ..

وأخيرا : كلكم قوة ...واختلافكم قوة لا تحولوه إلى خلاف
الملكيون الدستوريون ,الجمهوريون , الوفاق , الإئتلاف , سنة , شيعة , الحراك الداخلي , معارضة الخارج , كلكم قوة , فلتنظروا لأنفسكم من هذا المنطق , لأن الظالم عندما يرى أنكم قوة لبعضكم لن يصل إليكم , إنما يسطو الذئب على القاصي من الغنم , فأنتم أشراف وليس للشريف أن ينفصل عن جسده الواحد
هو البحرين والسعودية , وجميع الحراك الحقوقي العربي
,

No comments:

Post a Comment