لا يمكن لأمريكا قبول الثورات العربية وتركها تنضج لتخرج قياداتها بذاتها .
المجلس العسكري المصري , وتحالف الإسلامويين , وأمريكا
مخطط تجيير الواقع لصالح الثورات المضادة ...
المخطط الآن واضح ..
هناك محاولة لخلق شاغل للشعب , وتأسيس لحرب داخلية جديدة ..
مثالها قتلى "بور سعيد " ..
لا يمكن تصور أن سبب القتل كان عفويا ..
لم يحدث هذا أبدا .. هل زادت عنصرية مشجعي الكرة مثلا فجأة ..
وبعد سقوط مبارك؟؟؟؟
هذا إيحاء , لخلق معضلة أخرى أمام الشعب
تصرف أنظارهم عن غيرها ..
المطلوب من المجلس العسكري أمرين ...
الأول خلق تعاطف لطاغية النيل وشغل الناس بمحاكمته " الصورية "
انظروا ..
ملابس بيضاء لعلاء وجمال ..
ليس للعادلي وهو معهم ..
يحملون المصاحف ..
الأب على سرير , وكأنه معاق ..
لكن لا أخبار , ولا تحقيقات من داخل سجنه ...
لا نعرف موقع سجنه..
إلا مايتفضلون به علينا بصفة " المصداقية "
مبالغة زائدة عن الحد , طيران , وأمن .. وإعلام ..
القصد تهويل الموضوع ...
تبرئة بعض مرتكبي الجرائم من الأمن ..
لماذا ؟؟
لاجريمة , إذن لا متهم , ويخرج مبارك ..
المجلس العسكري مهمته أن يحافظ على هذا الديكور لضرورة مصالح إقليمية ودولية ..
سألني هنا على الفيسبووك أحد إدارة هيومن رايتس فيرست
عن من أتوقع يفوز بالإنتخابات في تونس ومصر وليبيا..
قلت له :
من حرمتهم الأنظمة أصوات الشعب ..
سوف يفوز الإخوان والسلفيون وأنظمة " إسلاموية " ..
لا أقول إسلامية ..
كما أنني لا أقول للصهيونية العالمية .." يهودية "
والمطلوب من هؤلاء , هو تشريع المخطط الإستعماري الإمبيريالي ..
لهم وجود ,
وليس من مصلحة أمريكا وأعوانها مواجهة هذا الوجود
في زمن حرج كفترات سقوط الأنظمة ..
والمشاعر المتأججة في الشارع ..
والشحن العاطفي والثوري في أوجه ..
وقابلية الشعب لإذكاء الثورات من جديد ..
هم يريدون أن يستفيدوا من الواقع .. ويخلقون تطورا لصالحهم
من خلاله ..
لا يستطيعون مواجهة خيار الشعب ..
والبديل هو ترويض هذا الخيار .. وانتظار الوقت المناسب
مع العمل على خلق ظروف تسمح بالسيطرة من جديد .. على الوضع..
مثلا فوز الإخوان والسلفيين .. هو في الحقيقة وحدة واحدة ..
وإن كانت وسائل الإعلام التابعة لأمريكا وحلفها
حاولت إظهار أنهم مختلفون ..
سبقت هذا ترتيبات كثيرة .. من السعودية , وقطر , والأردن ,
والمغرب ..
تدفقت الأموال لماكينة الوهابيون في مصر , ودعمت حملتهم الإنتخابية ..
غلتقى أناس مع المجلس العسكري ..
لماذا تتوقعون زار المشير ليبيا ؟؟
هناك قيادات سلفية , تشاوروا معها ..
بالإضافة إلى مسائل أخرى ...سوف تظهر لاحقا ..
منها تدريبية , واستخباراتية ...
على كل حال .. إسألوا هذا السؤال ..
لماذا يزور قائد مجلس عسكري غير منتخب , حكومة مؤقتة في ليبيا وتونس ؟؟
لابد أن يكون هناك أمر مشترك ..
وهو " الدولة القادمة "
المطلوب أن تكون الدولة في هذه الدول ذات سياسة متطابقة أو قريبة
حتى لا يتم مقارنة مصدر الثورات العربية .. " تونس "
بغيرها .. إذا كان خيار الشعب كاملا فيها .. ولم يكن في ليبيا ..
التي هي تحت سيطرة الناتو الآن , وللقادم من الأيام ..
..ليبيا .. التي فقدت القاعدة السياسية " الإسلاموية "
نتيجة قهر صانع القهر الصناعي العظيم ..
وسافرت إلى خارج الحدود ..
إلى اين ؟؟؟؟
إلى مصر والجزائر والخليج .. والمنفى ..
إذن هذا هو ماأرادوه ...
تدجين هذه الثورات .. وجعل سياستها موحدة , حتى لا يلفت الإختلاف بينها
أنظار شعوبها , ويلتفتون إلى أن الثورة نجحت هنا ..
وسقطت ... أو لم تنجح هناك ..
نعود إلى مسألة الإخوان والسلفيين ..
الحقيقة اتحادهم ليس صدفة ..
بل المطلوب تشجيعه , لإضعاف كل الطرفين .. واضطرارهم إلى مواجهة بعضهم
لسببين :
الأول : قدرة كل طرف فيهم على إثارة المشاكل السياسية والإجتماعية
في الشارع ,
الثاني : تواجدهم السياسي الآني على خريطة المنطقة ..
الإخوان وقطر , ولا ننسى أهم نقطة ....
الإخوان ضد بشار الأسد , .. فلا بد من مكان يجمعهم
حتى لا يجدون أنفسهم مضطرين إلى مساندته ..لأنه وفر لهم الملاذ الآمن
ممثلين في حماس ...
وفي الأردن ...
الإخوان بطبيعتهم السياسية أرى أنهم استفادوا كثيرا من
بروتوكولات حكماء صهيون .. فهم في كل دولة يتواجدون فيها ..
يجيرون المزاج العام والرسمي لصالحهم ...
هم في السعودية إقصائيين تكفيريين , يعادون مذاهب وأديان لا توافق الدولة ..
وهم في الكويت , وجدوا رائحة الديموقراطية فركبوها حتى احتلوا البرلمان ...
طالبوا باشتقالة رئيس الحكومة ..
أسقطوا مجلس الأمة ...
وخربوا ...
هذه هي أقل من مطالب شعب البحرين والسعودية ..
لكنهم يقتلون في مملكتي الظلام ..
ولا أحد يقول لإخوان وسلفيي الكويت شيئا ...
وهناك يتهمون بالخيانة واعمالة لدوة أجنبية ..
وهنا هم مواطنون لهم حق التظاهر ...
في حين أن المؤسسة التي خرجوا منها " الوهابية السعودية " تحرم التظاهر ..
وتقتل عليه بحد الحرابة ...
وكانوا في البحرين أشبه بهم الآن في الكويت .. حين ظهر
صوريا أن ثمة ديموقراطية مع تتويج الخليفة الصغير ..
ثم انقلبوا إلى حال كحالهم في السعودية .. عندما أصبح النظام في البحرين
كالسعودية .... حتى أنهم خرجوا نوابا بسيوف ضد المتظاهرين
وأولهم لسعيدي .. المقرب دينيا واجتماعيا وسياسيا من آل خليفة
وهم هكذا في كل دولة ... وتستطيعون متابعة تواجدهم ونهجهم
في لبنان والعراق والمغرب العربي وفي سودان الترابي ..
وحتى في غير العالم العربي ... بل في كل مكان ... على الإطلاق
هم بإنتظار دولة تهيء لهم التجمع والإنطلاق
لمشروع... "الخلافة الإسلاموية" .... !!!!!!!
وعودا .... إلى وجوده في الأردن ...
هم كحالهم كما سلفنا .. يركبون موجات الغلبة ..
إما الشعب يجيرون حراكه ... وإما الدولة يتملقونها
إذا كانت هيالمسيطرة ...
في ........ الأردن ...
لعبوا على جهتين بحسب الوضع العام ...
على حراك الشارع الراغب في التغيير , والقادر على إمدادهم
بالأعداد للمظاهرات والتجييش الإعلامي الشعبوي
والذي يغلب عليه سيطرة الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية
وعلى النفوذ العشائري سياسيا
لقدرته على السيطرة على الملك والحياة السياسية
إذن ؟؟؟؟
هم خطر آني وشديد وقريب على النظام الأردني
وبالذات في هذه الفترة .. وأمريكا لا تريد نقطة قوية لصالح أسد سوريا ..
خصوصا أنها وبوساطات عربية على رأسها المصرية
تريد سحب ورقة حماس من الأسد .. وتواجدها تحت حماية سوريا ..
وهي ورقة قد تؤثر على قوة الإخوان وتدعمهم .. بإسم حماس
وأنا هنا أخالف من يقول أنالموقع المقترح لقادة حماس هو الأردن ...
فهذا خطأ , وخطر على الأردن والسياسة الأمريكية في المنطقة ..
وحتى في الخليج ...
الأخف وطأة هو تواجدها في المغرب العربي ..
لكن هذا أيضا تحوطه المشاكل ...
والذي أراه بخلاف كل من يقول بهذا ..
أن المطلوب إبقاء حماس في الصفة وشغلها بالمصالحة ..
وحصارها .....
فلن تكون مصالحة , ولن يوقف عنها الحصار .. إلا مؤقتا
لمنافع للصهاينة ... أو للمصالحة التي لن تحدث
حتى تذعن حماس للصهاينة وعباس ومن خلفهم ...
والمقصود في كل هذا هو قطع حبل السرة السوري عنها ..
فلا أموال ولا أسلحة .. ولا صمود في غزة ..بدون قوى المقاومة ...
وهي قوة أيضا من الصالح حرمان إيران منها ..
في سعيهم لتأجيج حرب الطوائف والمذاهب والأديان
والغزو "الفارسي المجوسي "..
فإذن قوة الإخوان هذه يجب تحييدها ..
وذلك بقوة السلفيين ..
قلنا هم متحدون في فكرة إقامة " الدولة الإسلاموية العالمية "
ومختلفون في الإيديولوجية .. التكفيرية العلنية بالنسبة للسلفيين
والقناع الإصلاحي السياسي للإخوان
الذي لا يعلن أبدا أنه ضد أي أحد فكريا .. بانتظار الدولة ....
والسلفيون ايضا لهم قوة ..
وقوتهم هو السعودية ...
والسعودية ليست خيار أمريكا الأفضل
ولا هي الحبيب القريب كذلك .... ولا المأمون جانبه ...
فإسلامويتها الدموية التكفيرية الإقصائية الإعرابية العصر حجرية
بيئة مناسبة لبغض أمريكا , طالبان القاعدة بن لادن ... وخلال تاريخها كله ..
لكن لها نقطتين مهمتين:
بالنسبة لأمريكا ومشروعها للمنطقة والعالم ..............
النقطة الأولى:
هذا الفكر الإقصائي الحاقد على الغير
يمدهم ببيئة مناسبة لشن حملات إعلامية سياسية على خصومهم
المختلفين عنهم عقائديا .. أعداء أمريكا والصهاينة
خصوصا سوريا وإيران وحزب الله تحديدا
ويمدهم بالعقائديين , المستعدين لتنفيذ عمليات إنتحارية
نتيجة هذا الإيمان .. دون أن يكلف هذا أرواحا أمريكية ...
رأيناه في العراق , باكستان , أفغانستان , الصومال , اليمن , كينيا
الفلبين , تايلند , لبنان , سوريا .. وغيرهم ...
النقطة الثانية :
عدم حاجتهم إلى المال من أمريكا الغير قادرة على الإنفاق الآن ...
فهي تريد حربا مع إيران , لكن لا تستطيع دفع نفقتها
ولا أرواح جنودها ثمنا لذلك ...
والسعودية القادرة على تجييش جنود الحقد , والأموال
إذن فالسلفيون والإخوان قوة , لا تستطيع مواجهتا أمريكا الآن ..
ولذلك بدأت في لقاءات مع طالبان " السعودية السلفية الوهابية القاتلة "
تريد التركيز على إيران وسوريا والمقاومة .....
وطالبان تنفعها أيديولوجيتهم المتأصلة في القتل لمشروعهم المقبل ..
كما أنهم خشوا بعد تصريح طالبان في محرم بعد تفجيرات قتلت محتفلين شيعة
أن هذه التفجيرات " ضد الإسلام " ...
وهذه سابقة خطيرة " بالنسبة لأمريكا"
تقدم عليها طالبان لأول مرة في تاريخها
تقوض مشروع الفتنة المذهبية التي تعمل عليه أمريكا
والتطبيع النخبوي مع الصهاينة .....
" وهذا خطر لم يلتفت إليه أحد من الكتاب أو الساسيين
قد أعود إليه لاحقا """ وهو غير التطبيع السياسي مع رؤوس الدول""
ومساره مختلف تماما عنه
فأيقض هذا أمريكا , لأن فيه خطرين كامنين ........
الخطر الأول هو " احتمال تغيير في آيديولوجية طالبان " ونهجها التكفيري
والخطر الثاني هو خشيتهم أن طالبان قد رأت مافعله " الشيعة "
في العراق , من طرد أمريكا , وفي لبنان من هزيمة الصهاينة
وفي إيران من التقدم التقني العسكري
المحتاجون إليه إذا كانوا يريدون هزيمة أمريك.. أنه رسالة من طالبان إلى إيران
وهذا ملا تحتمله أبدا ...
ففيه تقويض لمخططها
فقبول فوزهم في مصر حتمي .....
فهم لديهم ناخبون , والمال السعودي القطري الإماراتي ....
وهناك حكومة أردوغان الإخوانية كذلك ... فلابد من تقليص قوتها
وهذا موضوع آخر ... نتناوله لاحقا .. إذا قدر لنا
فيكون الإخوان والسلفيون مشغولون ببعضهم بالسياسة
ويصبح من يفوز بالإنتخابات هو المهم
فلا يتفرد بمشروع الدولة الإسلامية !!!!!
فإذا رأت وحدة أشعلتها بالفتن لاختلاف أيديولوجية الطرفين
أو تقوى أحدهما على الآخر بحسب المصلحة ,
أو تشن حربا إعلامية إقتصادية " تمويلية" سياسية ..
ولديها كل مقوماتها متمثلة في أتباعها بالمنطقة ...
وتقوية هذين " أقصد السلفيين التكفيريين " و " الإخوان "
هو في مقابل إتحاد قوى المقاومة والممانعة , مع الوطنيين والقوميين واليساريين
في معظمهم ...
والذين " أيضا " تجمعهم قواسم عديدة فكرية ثابتة تراها أمريكا خطرا عليها
من أهمها :
-حماية التواجد الفكري والعقائدي الثقافي , في مقابل إقصائية الآخرين
-فلسطين .. وأنها قضية قومية دينية قرارها بيد الشعوب , لامساومة عليها...
في مقابل خدعة " الشرعية الدولية " و " ألمم المتحدة " و " الجامحة العربية "
و " احترام الإتفاقات الدولية " التي قبل بها الآخرون ....
ولننظر إلى منجزات المجلس العسكري :
-لازالت غزة محاصرة وأطفالها يموتون جوعا , وأهلها في الشتاء بلا مأوى
وفي الصيف بلا ماء , وقد منع في كل وقت عنهم الغذاء والدواء
_لازالت حدودها مع فلسطين ممنوعة حتى على جيشها الوطني ..
ولا زال جيشها الوطني يؤدي التحية العسكرية لنتنياهو وحزب الصهاينة .....
-لازلنا نسمع نفس " الأنا " اللا مباركية .. من المشير
ونرى عصمته , فمن يعاقب هم غيره , والمجلس العسكري هو حامي الحمى ولا يخطيء ..
-لازال الناس يقتلون وهم يتظاهرون , في ميدان التحرير وغيره
إلا أننا لم نرى قتلى بالعشرات أثناء مباراة رياضية في عهد طاغية النيل الحديث
-لازال يستقبل القتلة , أمثال حمد البحرين وغيره , ولم يكن يستقبلهم سلفه بمثل هذه الحرارة , فقد كان هو شاه العرب بعد سقوط شاه ايران , وهم فقط البيادق ...
-لازالت حدود فلسطين مع مصر آمنة للصهاينة , مرعبة للمصريين
المجلس العسكري هو في مصر قائد الثورة المضادة على الشعب
وهو في دول الثورات العربية صاحب الخبرة المنقولة ..
وأداة إفساد خيارات هذه الشعوب في إختيار قادتها بنفسها ...
المجلس العسكري المصري , وتحالف الإسلامويين , وأمريكا
مخطط تجيير الواقع لصالح الثورات المضادة ...
المخطط الآن واضح ..
هناك محاولة لخلق شاغل للشعب , وتأسيس لحرب داخلية جديدة ..
مثالها قتلى "بور سعيد " ..
لا يمكن تصور أن سبب القتل كان عفويا ..
لم يحدث هذا أبدا .. هل زادت عنصرية مشجعي الكرة مثلا فجأة ..
وبعد سقوط مبارك؟؟؟؟
هذا إيحاء , لخلق معضلة أخرى أمام الشعب
تصرف أنظارهم عن غيرها ..
المطلوب من المجلس العسكري أمرين ...
الأول خلق تعاطف لطاغية النيل وشغل الناس بمحاكمته " الصورية "
انظروا ..
ملابس بيضاء لعلاء وجمال ..
ليس للعادلي وهو معهم ..
يحملون المصاحف ..
الأب على سرير , وكأنه معاق ..
لكن لا أخبار , ولا تحقيقات من داخل سجنه ...
لا نعرف موقع سجنه..
إلا مايتفضلون به علينا بصفة " المصداقية "
مبالغة زائدة عن الحد , طيران , وأمن .. وإعلام ..
القصد تهويل الموضوع ...
تبرئة بعض مرتكبي الجرائم من الأمن ..
لماذا ؟؟
لاجريمة , إذن لا متهم , ويخرج مبارك ..
المجلس العسكري مهمته أن يحافظ على هذا الديكور لضرورة مصالح إقليمية ودولية ..
سألني هنا على الفيسبووك أحد إدارة هيومن رايتس فيرست
عن من أتوقع يفوز بالإنتخابات في تونس ومصر وليبيا..
قلت له :
من حرمتهم الأنظمة أصوات الشعب ..
سوف يفوز الإخوان والسلفيون وأنظمة " إسلاموية " ..
لا أقول إسلامية ..
كما أنني لا أقول للصهيونية العالمية .." يهودية "
والمطلوب من هؤلاء , هو تشريع المخطط الإستعماري الإمبيريالي ..
لهم وجود ,
وليس من مصلحة أمريكا وأعوانها مواجهة هذا الوجود
في زمن حرج كفترات سقوط الأنظمة ..
والمشاعر المتأججة في الشارع ..
والشحن العاطفي والثوري في أوجه ..
وقابلية الشعب لإذكاء الثورات من جديد ..
هم يريدون أن يستفيدوا من الواقع .. ويخلقون تطورا لصالحهم
من خلاله ..
لا يستطيعون مواجهة خيار الشعب ..
والبديل هو ترويض هذا الخيار .. وانتظار الوقت المناسب
مع العمل على خلق ظروف تسمح بالسيطرة من جديد .. على الوضع..
مثلا فوز الإخوان والسلفيين .. هو في الحقيقة وحدة واحدة ..
وإن كانت وسائل الإعلام التابعة لأمريكا وحلفها
حاولت إظهار أنهم مختلفون ..
سبقت هذا ترتيبات كثيرة .. من السعودية , وقطر , والأردن ,
والمغرب ..
تدفقت الأموال لماكينة الوهابيون في مصر , ودعمت حملتهم الإنتخابية ..
غلتقى أناس مع المجلس العسكري ..
لماذا تتوقعون زار المشير ليبيا ؟؟
هناك قيادات سلفية , تشاوروا معها ..
بالإضافة إلى مسائل أخرى ...سوف تظهر لاحقا ..
منها تدريبية , واستخباراتية ...
على كل حال .. إسألوا هذا السؤال ..
لماذا يزور قائد مجلس عسكري غير منتخب , حكومة مؤقتة في ليبيا وتونس ؟؟
لابد أن يكون هناك أمر مشترك ..
وهو " الدولة القادمة "
المطلوب أن تكون الدولة في هذه الدول ذات سياسة متطابقة أو قريبة
حتى لا يتم مقارنة مصدر الثورات العربية .. " تونس "
بغيرها .. إذا كان خيار الشعب كاملا فيها .. ولم يكن في ليبيا ..
التي هي تحت سيطرة الناتو الآن , وللقادم من الأيام ..
..ليبيا .. التي فقدت القاعدة السياسية " الإسلاموية "
نتيجة قهر صانع القهر الصناعي العظيم ..
وسافرت إلى خارج الحدود ..
إلى اين ؟؟؟؟
إلى مصر والجزائر والخليج .. والمنفى ..
إذن هذا هو ماأرادوه ...
تدجين هذه الثورات .. وجعل سياستها موحدة , حتى لا يلفت الإختلاف بينها
أنظار شعوبها , ويلتفتون إلى أن الثورة نجحت هنا ..
وسقطت ... أو لم تنجح هناك ..
نعود إلى مسألة الإخوان والسلفيين ..
الحقيقة اتحادهم ليس صدفة ..
بل المطلوب تشجيعه , لإضعاف كل الطرفين .. واضطرارهم إلى مواجهة بعضهم
لسببين :
الأول : قدرة كل طرف فيهم على إثارة المشاكل السياسية والإجتماعية
في الشارع ,
الثاني : تواجدهم السياسي الآني على خريطة المنطقة ..
الإخوان وقطر , ولا ننسى أهم نقطة ....
الإخوان ضد بشار الأسد , .. فلا بد من مكان يجمعهم
حتى لا يجدون أنفسهم مضطرين إلى مساندته ..لأنه وفر لهم الملاذ الآمن
ممثلين في حماس ...
وفي الأردن ...
الإخوان بطبيعتهم السياسية أرى أنهم استفادوا كثيرا من
بروتوكولات حكماء صهيون .. فهم في كل دولة يتواجدون فيها ..
يجيرون المزاج العام والرسمي لصالحهم ...
هم في السعودية إقصائيين تكفيريين , يعادون مذاهب وأديان لا توافق الدولة ..
وهم في الكويت , وجدوا رائحة الديموقراطية فركبوها حتى احتلوا البرلمان ...
طالبوا باشتقالة رئيس الحكومة ..
أسقطوا مجلس الأمة ...
وخربوا ...
هذه هي أقل من مطالب شعب البحرين والسعودية ..
لكنهم يقتلون في مملكتي الظلام ..
ولا أحد يقول لإخوان وسلفيي الكويت شيئا ...
وهناك يتهمون بالخيانة واعمالة لدوة أجنبية ..
وهنا هم مواطنون لهم حق التظاهر ...
في حين أن المؤسسة التي خرجوا منها " الوهابية السعودية " تحرم التظاهر ..
وتقتل عليه بحد الحرابة ...
وكانوا في البحرين أشبه بهم الآن في الكويت .. حين ظهر
صوريا أن ثمة ديموقراطية مع تتويج الخليفة الصغير ..
ثم انقلبوا إلى حال كحالهم في السعودية .. عندما أصبح النظام في البحرين
كالسعودية .... حتى أنهم خرجوا نوابا بسيوف ضد المتظاهرين
وأولهم لسعيدي .. المقرب دينيا واجتماعيا وسياسيا من آل خليفة
وهم هكذا في كل دولة ... وتستطيعون متابعة تواجدهم ونهجهم
في لبنان والعراق والمغرب العربي وفي سودان الترابي ..
وحتى في غير العالم العربي ... بل في كل مكان ... على الإطلاق
هم بإنتظار دولة تهيء لهم التجمع والإنطلاق
لمشروع... "الخلافة الإسلاموية" .... !!!!!!!
وعودا .... إلى وجوده في الأردن ...
هم كحالهم كما سلفنا .. يركبون موجات الغلبة ..
إما الشعب يجيرون حراكه ... وإما الدولة يتملقونها
إذا كانت هيالمسيطرة ...
في ........ الأردن ...
لعبوا على جهتين بحسب الوضع العام ...
على حراك الشارع الراغب في التغيير , والقادر على إمدادهم
بالأعداد للمظاهرات والتجييش الإعلامي الشعبوي
والذي يغلب عليه سيطرة الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية
وعلى النفوذ العشائري سياسيا
لقدرته على السيطرة على الملك والحياة السياسية
إذن ؟؟؟؟
هم خطر آني وشديد وقريب على النظام الأردني
وبالذات في هذه الفترة .. وأمريكا لا تريد نقطة قوية لصالح أسد سوريا ..
خصوصا أنها وبوساطات عربية على رأسها المصرية
تريد سحب ورقة حماس من الأسد .. وتواجدها تحت حماية سوريا ..
وهي ورقة قد تؤثر على قوة الإخوان وتدعمهم .. بإسم حماس
وأنا هنا أخالف من يقول أنالموقع المقترح لقادة حماس هو الأردن ...
فهذا خطأ , وخطر على الأردن والسياسة الأمريكية في المنطقة ..
وحتى في الخليج ...
الأخف وطأة هو تواجدها في المغرب العربي ..
لكن هذا أيضا تحوطه المشاكل ...
والذي أراه بخلاف كل من يقول بهذا ..
أن المطلوب إبقاء حماس في الصفة وشغلها بالمصالحة ..
وحصارها .....
فلن تكون مصالحة , ولن يوقف عنها الحصار .. إلا مؤقتا
لمنافع للصهاينة ... أو للمصالحة التي لن تحدث
حتى تذعن حماس للصهاينة وعباس ومن خلفهم ...
والمقصود في كل هذا هو قطع حبل السرة السوري عنها ..
فلا أموال ولا أسلحة .. ولا صمود في غزة ..بدون قوى المقاومة ...
وهي قوة أيضا من الصالح حرمان إيران منها ..
في سعيهم لتأجيج حرب الطوائف والمذاهب والأديان
والغزو "الفارسي المجوسي "..
فإذن قوة الإخوان هذه يجب تحييدها ..
وذلك بقوة السلفيين ..
قلنا هم متحدون في فكرة إقامة " الدولة الإسلاموية العالمية "
ومختلفون في الإيديولوجية .. التكفيرية العلنية بالنسبة للسلفيين
والقناع الإصلاحي السياسي للإخوان
الذي لا يعلن أبدا أنه ضد أي أحد فكريا .. بانتظار الدولة ....
والسلفيون ايضا لهم قوة ..
وقوتهم هو السعودية ...
والسعودية ليست خيار أمريكا الأفضل
ولا هي الحبيب القريب كذلك .... ولا المأمون جانبه ...
فإسلامويتها الدموية التكفيرية الإقصائية الإعرابية العصر حجرية
بيئة مناسبة لبغض أمريكا , طالبان القاعدة بن لادن ... وخلال تاريخها كله ..
لكن لها نقطتين مهمتين:
بالنسبة لأمريكا ومشروعها للمنطقة والعالم ..............
النقطة الأولى:
هذا الفكر الإقصائي الحاقد على الغير
يمدهم ببيئة مناسبة لشن حملات إعلامية سياسية على خصومهم
المختلفين عنهم عقائديا .. أعداء أمريكا والصهاينة
خصوصا سوريا وإيران وحزب الله تحديدا
ويمدهم بالعقائديين , المستعدين لتنفيذ عمليات إنتحارية
نتيجة هذا الإيمان .. دون أن يكلف هذا أرواحا أمريكية ...
رأيناه في العراق , باكستان , أفغانستان , الصومال , اليمن , كينيا
الفلبين , تايلند , لبنان , سوريا .. وغيرهم ...
النقطة الثانية :
عدم حاجتهم إلى المال من أمريكا الغير قادرة على الإنفاق الآن ...
فهي تريد حربا مع إيران , لكن لا تستطيع دفع نفقتها
ولا أرواح جنودها ثمنا لذلك ...
والسعودية القادرة على تجييش جنود الحقد , والأموال
إذن فالسلفيون والإخوان قوة , لا تستطيع مواجهتا أمريكا الآن ..
ولذلك بدأت في لقاءات مع طالبان " السعودية السلفية الوهابية القاتلة "
تريد التركيز على إيران وسوريا والمقاومة .....
وطالبان تنفعها أيديولوجيتهم المتأصلة في القتل لمشروعهم المقبل ..
كما أنهم خشوا بعد تصريح طالبان في محرم بعد تفجيرات قتلت محتفلين شيعة
أن هذه التفجيرات " ضد الإسلام " ...
وهذه سابقة خطيرة " بالنسبة لأمريكا"
تقدم عليها طالبان لأول مرة في تاريخها
تقوض مشروع الفتنة المذهبية التي تعمل عليه أمريكا
والتطبيع النخبوي مع الصهاينة .....
" وهذا خطر لم يلتفت إليه أحد من الكتاب أو الساسيين
قد أعود إليه لاحقا """ وهو غير التطبيع السياسي مع رؤوس الدول""
ومساره مختلف تماما عنه
فأيقض هذا أمريكا , لأن فيه خطرين كامنين ........
الخطر الأول هو " احتمال تغيير في آيديولوجية طالبان " ونهجها التكفيري
والخطر الثاني هو خشيتهم أن طالبان قد رأت مافعله " الشيعة "
في العراق , من طرد أمريكا , وفي لبنان من هزيمة الصهاينة
وفي إيران من التقدم التقني العسكري
المحتاجون إليه إذا كانوا يريدون هزيمة أمريك.. أنه رسالة من طالبان إلى إيران
وهذا ملا تحتمله أبدا ...
ففيه تقويض لمخططها
فقبول فوزهم في مصر حتمي .....
فهم لديهم ناخبون , والمال السعودي القطري الإماراتي ....
وهناك حكومة أردوغان الإخوانية كذلك ... فلابد من تقليص قوتها
وهذا موضوع آخر ... نتناوله لاحقا .. إذا قدر لنا
فيكون الإخوان والسلفيون مشغولون ببعضهم بالسياسة
ويصبح من يفوز بالإنتخابات هو المهم
فلا يتفرد بمشروع الدولة الإسلامية !!!!!
فإذا رأت وحدة أشعلتها بالفتن لاختلاف أيديولوجية الطرفين
أو تقوى أحدهما على الآخر بحسب المصلحة ,
أو تشن حربا إعلامية إقتصادية " تمويلية" سياسية ..
ولديها كل مقوماتها متمثلة في أتباعها بالمنطقة ...
وتقوية هذين " أقصد السلفيين التكفيريين " و " الإخوان "
هو في مقابل إتحاد قوى المقاومة والممانعة , مع الوطنيين والقوميين واليساريين
في معظمهم ...
والذين " أيضا " تجمعهم قواسم عديدة فكرية ثابتة تراها أمريكا خطرا عليها
من أهمها :
-حماية التواجد الفكري والعقائدي الثقافي , في مقابل إقصائية الآخرين
-فلسطين .. وأنها قضية قومية دينية قرارها بيد الشعوب , لامساومة عليها...
في مقابل خدعة " الشرعية الدولية " و " ألمم المتحدة " و " الجامحة العربية "
و " احترام الإتفاقات الدولية " التي قبل بها الآخرون ....
ولننظر إلى منجزات المجلس العسكري :
-لازالت غزة محاصرة وأطفالها يموتون جوعا , وأهلها في الشتاء بلا مأوى
وفي الصيف بلا ماء , وقد منع في كل وقت عنهم الغذاء والدواء
_لازالت حدودها مع فلسطين ممنوعة حتى على جيشها الوطني ..
ولا زال جيشها الوطني يؤدي التحية العسكرية لنتنياهو وحزب الصهاينة .....
-لازلنا نسمع نفس " الأنا " اللا مباركية .. من المشير
ونرى عصمته , فمن يعاقب هم غيره , والمجلس العسكري هو حامي الحمى ولا يخطيء ..
-لازال الناس يقتلون وهم يتظاهرون , في ميدان التحرير وغيره
إلا أننا لم نرى قتلى بالعشرات أثناء مباراة رياضية في عهد طاغية النيل الحديث
-لازال يستقبل القتلة , أمثال حمد البحرين وغيره , ولم يكن يستقبلهم سلفه بمثل هذه الحرارة , فقد كان هو شاه العرب بعد سقوط شاه ايران , وهم فقط البيادق ...
-لازالت حدود فلسطين مع مصر آمنة للصهاينة , مرعبة للمصريين
المجلس العسكري هو في مصر قائد الثورة المضادة على الشعب
وهو في دول الثورات العربية صاحب الخبرة المنقولة ..
وأداة إفساد خيارات هذه الشعوب في إختيار قادتها بنفسها ...
No comments:
Post a Comment